مدهش ما حصل أمس على ملعب النادي الرياضي أمس. فعلى مدرجات هذا الملعب جرى إطلاق جميع أنواع الهتافات السياسية والطائفية والشتائم في لقاء الرياضي والشانفيل قبل ثلاثة اسابيع في ختام الدوري المنتظم لبطولة لبنان لكرة السلة. بالأمس التقى الفريقان مجدداً في
دوري غرب آسيا. مشهد مختلف كلياً. تشجيع حضاري، إلتزام تام، روح رياضية عالية، تغييب للسياسة والطائفية، محافظة على أعراض الناس، دعم كبير للفريق واللاعبين. صورة متكاملة تليق بجمهور الرياضي وتاريخ هذا النادي العريق. من حضر أمس اللقاء وكان حاضراً اللقاء السابق يعرف مدى الجهد الذي بذله إداريو النادي ورابطة جمهورهم لتقديم هذه الصورة الراقية. تتساءل عن أسباب هذا التحوّل الكبير. يأتيك الجواب من زميل خبير في خبايا السلّة اللبنانية. هو القرار. ادارة النادي اتخذت القرار بمعالجة آفة الجمهور.
جواب بسيط ومقنع. فإدارة النادي الرياضي اقتنعت بأن ما يحصل على مدرجات ملعبها أصبح مسيئاً جداً لناديها ولم تعد قادرة على تحمّل تبعاته. هو قرار قد يكون من القرارات الهامة في تاريخ النادي. قرار تطلب تنفيذه جهداً كبيراً، وإحراجاً مع عدد من جمهور النادي الذين منعوا من دخول الملعب. لكن هذا ما كسبت ايديهم أو بالأحرى ألسنتهم. فهم خرجوا عن أصول التشجيع ودفعوا الثمن. قرار تعاون فيه الرياضي مع القوى الأمنية ومع رابطة جمهوره للظهور بمظهر يفتخر به كل رياضي. كنت ترى الرضى والفخر على وجوه الاداريين وأعضاء الرابطة وهم يشاهدون جمهورهم يهز أرجاء الملعب بهتافاته الرياضية. فخورون وهم يصافحون المدرب غسان سركيس الذي حُفظت كرامته وكرامة عائلته. فخورون بباقة الورد المقدمة الى رئيس نادي الشانفيل إيلي فرحات عربون محبة من جمهور الرياضي. فخورون أمام الإعلام بأن من صُنّف على أساس أنه "جمهور رياضي"، هو ليس كذلك ولا يشرّف النادي.
تحية الى جميع إداريي الرياضي. تحية الى تمام جارودي ومازن طبارة وفادي عثمان ووليد غزال ومحمد علي أحمد ونادر جابر وجوني أبو مراد ووسام الصانع وخضر الدقدوقي. تحية الى كل فرد من جمهور الرياضي "بيّض" وجه ناديه. تحية الى القوى الأمنية التي وقفت الى جانب النادي وقامت بدورها.
أمس كتب جمهور الرياضي وإدارييه صفحة مشرقة في تاريخ النادي نأمل أن لا تكون مشهداً عابراً ويتم تكريس هذه الصورة في المباريات المقبلة. فبعد يوم أمس لم يعد بالإمكان أن نقبل من الرياضي كلمة مندس أو دخيل. فما حصل يؤكد أن الرياضي قادر على ضبط الأمور وهذا يحمله مسؤولية كبيرة في المستقبل.