الحمد لله على كل حسنة وفقنا لفعلها وعلى كل سيئة غفرها لنا
الحمد لله كما ينبغى لجلال وجهه و عظيم سلطانه
عدد خلقه و رضاء نفسه و زنة عرشه ومداد كلماته
والصلاة و السلام على خاتم النبيين و إمام المرسلين وخير الخلق أجمعين محمد الصادق الأمين
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
القرآن
هل جربت يوما أن تتخذ القرآن صاحبا ؟
هل اتخذته يوما حبيبا ؟
القرآن هو الصاحب الوحيد الذى لن يفارقك فى أصعب موقف تمر به فى حياتك كلها
موقف يوم القيامة
كما أخبر بذلك الصادق الذى لا ينطق عن الهوى –صلى الله عليه و سلم – قال :
الصيام و القرآن يشفعان للعبد يوم القيامة ، يقول : الصيام : أي رب منعته الطعام و الشهوة ، فشفعني فيه
و يقول القرآن : منعته النوم بالليل ، فشفعني فيه ، قال : فيشفعان
فتخيل فى كل صعاب يوم القيامة
الكل يفر ...
قال تعالى :
يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ{34} وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ{35} وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ{36}
أما أنت فلك من يشفع لك عند ربك
إنه حبيبك الذى قمت به الليالى
تقرأه ...تحفظه ...تراجعه
يشفع لك عند ربك
قال صلى الله عليه وسلم :
يجيء صاحب القرآن يوم القيامة فيقول : يا رب حله
فيلبس تاج الكرامة
ثم يقول : يا رب زده
فيلبس حلة الكرامة
ثم يقول : يا رب أرض عنه
فيقال : اقرأ وارق ويزاد بكل آية حسنة
هل هناك فضل أعظم من ذلك ؟
هل هناك خير أعظم من هذا ؟
فلماذا نفرط فيه ؟
القرآن هو الحبيب الوحيد الذى لا يفارقك
الأب يفارق ولده
والأم تفارق بنتها
والزوج يفارق زوجته
والصاحب يفارق صاحبه
والولد يفارق أبيه
أما القرآن فهو الحبيب الذى سيؤنسك حيث لا مؤنس
هناك فى ظلمة القبر
لا أم هناك ولا أب ولا أخت ولا أخ
ولكن القرآن حبيب لا يفارق حبيبه
"اللهم آنس وحشتنا فى قبورنا بالقرآن"
فعليك به وكما قال الإمام الشاطبى –رحمه الله- :
عَلَيْكَ بِهَا مَا عِشْتَ فِيهَا مُنَافِسًا وَبِعْ نَفْسَكَ الدُّنْيَا بِأَنْفَاسِهَا الْعُلاَ
فإن القرآن نجاة لك كما قال صلى الله عليه وسلم :
إني قد خلفت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما أبدا ما أخذتم بهما أو عملتم بهما : كتاب الله وسنتي ولم يتفرقا حتى يردا علي الحوض
أسأل الله أم يجعلنى وإياكم من أهل القرآن وخاصته الذين هم أهله وخاصته
وأن يرزقنا الإخلاص والقبول فى كل قول وعمل
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفكرة منقولة