bibo مدير عام
مشاركات : 631 المزاج : عاشق الساعة الآن :
| موضوع: الـوداع : 900 ألف , 450 ألف , 200 ألف , 90 ألف , 40 ألف السبت مايو 18, 2013 4:10 pm | |
|
و الصلاة و السلام على رسول الله محمّد.. و على اله و صحبه أجمعين
و مع موضوع جديد قديم.. يتحدّث عن الصلاة..
كيف لا.. و الصلاة هي الفريضة الوحيدة التي فرضها الله في السّماء.. و هي اخر ما تلفّظ به رسول الله عليه الصلاة و السلام..
وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة.. حيث قال عليه أفضل الصلاة و السلام قبل أن تتوفّاه المنيّة : الصلاة الصلاة الصلاة و ما ملكت أيمانكم
مع هذا.. نحن لا نصلّي بالشّكل المطلوب و لا نحشع فيها و لا نتدبّر فيما نقول !
و لا أخفيكم.. من فترة ليست قصيرة.. أحاول أن أجد وسائل تجعلني أخشع في صلاتي..
منها ما ساعدني كثيرا في توقيت معيّن.. ما يلبث أن يخفّ وميضه.. و منها ما ساعدني قليلا..
و أظلّ في صراع مع نفسي.. حيث و أنا في صلاتي.. أشعر دائما أنّ شيئا في داخلي يدفعني لأنهاء صلاتي بـأسرع طريقة..
و يجعلني لا أطمئنّ و لا أتدبّر ما أقول...... الخ
و البارحة.. و عندما كنت أصلّي.. أيضا كنت في صراع مع نفسيّ.. حيث لا أجد خشوعا.. بل كلّ ما أجده وسوسة في رأسي.. تطلب منّي انهاء الصلاة بـأسرع طريقة..
عدا الأفكار و الأفكار التي كانت تراودني في صلاتي.. و بعض منها لا أتذكّره الا في الصّلاة !.. و العياذ بالله
سـألت نفسي , ما الذي يجعلني على هذا الحال ؟
هل لأنّني ما زلت شابّا و الحياة أمامي طويلة و الصلوات أمامي كثيرة و هو الذي يجعلني لا أشعر بـقيمتها ؟
و لكننّي قلت.. أنّه لو عرف أحدنا أنّ صلاته التي يصلّيها الان هي اخر صلاة يصلّيها.. و أنّ ركوعه هو الأخير..
سـتراه لن يقوم من ركوعه و لن ينتهي من صلاته الاخيرة !.. و سـيظلّ يبكي و يبكي طالبا من الله أن يرحمه..
و سـيعلم قيمة هذه الصلاة.. و سـيتدبّر ما يقول و يخشع في صلاته.. كيف لا و هي اخر صلاة له !
أساسا.. أيّ شيء نعرفه أنّنا نراه أو نعيشه للمرّة الأخيرة.. نشعر بـقيمته و نعيش أوقاته لحظة بـلحظة
و لكن ما يمرّ علينا كثيرا و نعتقد أنّه متوفّر بـشكل كبير و نحن مطمئنّون لذلك.. لا نشعر بـقيمته أبدا..
مع هذا.. أنظروا ماذا يقول جلّ جلاله :
أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسقون
فـهذه الطريقة في التفكير خاطئة.. فـنحن لا نعلم متى نموت.. و لا يجب أن نطمئن أن الأمد طويل و تقسو قلوبنا و لا نعيش قيمة العبادة
مع هذا.. سـأذهب مع الذين يفكّرون بـهذه الطريقة.. و الذين هم يعتقدون أنّهم سـيعيشون سنين طوال.. و أقول لهم : رسولنا الكريم يقول أنّ أعمار أمّته.. بين الستّين و السّبعين
و سـأأخذ أنا متوسّط هذه الأعمار.. و أقول خمسة و ستّين.. و طالما أنّ المسلم تبدأ محاسبته على صلاته.. عندما يصبح في عمر البلوغ.. يعني حوالي 15 سنة
في هذه الحالة.. هذا يعني أنّ امام المسلم تقريبا.. 50 سنة يعيشها
و اذا اعتبرنا أنّ المسلم العاديّ يصلّي السنّة قبل صلاة الفجر و يصلّي صلاة الفجر .. و أربع ركعات للظهر و أربع للعصر , و ثلاثة للمغرب و اثنان سنّة المغرب , و أربع للعشاء و اثنان سنّة و ثلاثة وتر.. العدد تقريبا 25 ركعة.. أليس كذلك ؟
و في الخمسين سنة.. العدد يكون 450 ألف ركعة
طيّب.. اذا اعتقد الانسان أنّ ركعته الحاليّة التي يصلّيها.. هي اخر ركعة أمامه.. و أنّ نهايته جائت ألن يصلّي هذه الركعة بـكلّ خشوع و بكاء و عويل و لن يخرج من هذه الركعة الا بعد وقت طويل ؟
و لكن أيضا.. اذا عشنا خمسين سنة.. فـأيضا و أيضا.. نهايتنا قادمة في كلّ الأحوال.. و سـيحتضننا القبر !
و بالتالي .. في حال عشنا خمسين سنة أخرى.. سـيكون أمامنا 450 ألف ركعة.. و يوما بعد يوما.. هذه الركعات تنقص !
و أنا اليوم في 27 من عمري , و حوالي 100 ألف ركعة انتهت.. و يبقى أمامي 350 ألف ركعة .. في حال وصلت للخمسة و ستّين
و كلّ يوم تودّعني الركعة تلو الركعة !!!
كلّ يوم أسجد سجدتي.. ثمّ أجلس .. فـتكون هذه السجدة قد ودّعتني و ذهبت..
ثمّ أسجد مجدّدا.. ثمّ أقوم للركعة الثانية.. و السجدة الثانية التي سجدتها.. تودّعني و كـأنّها تسلّم عليّ.. و تذهب
و أعداد هذه السجدات تتناقص و هذه الأعداد من الركعات في تناقص مستمرّ..
تودّعني هذه السجدات و الركعات و الفاتحة التي أقرأها.. و ترحل..
أين تذهب ؟ لا أعلم.. الى اللّوح المحفوظ.. الى كتابي الذي سـيحاسبني الله به.. الى مكان اخر.. لا أعلم..
لكنّها تودّعني.. و هذه السجدات و الركعات و القيامات .. تنتهي و تمشي في طريقها.. و كأنّها ساعة رمل..
كلّ فترة تسقط حبّة الرمل تلو الأخرى.. و يبقى من يبقى من الرّمال التي تستمرّ في السّقوط.. حتّى تنتهي !
كيف اذا يا اخواني.. لا نشعر في قيمة سجدة.. تودّعنا ؟
و لا نشعر في قيمة ركعة نقول فيها : سبحان الله العظيم... و بعدها نقوم من ركوعنا.. و تكون هذه الرّكعة قد ودّعتنا و ذهبت في طريقها..
و أستقبل بعدها ركعة أخرى.. سـتودّعني هي الأخرى.. و سـتكون شاهدة عليّ يوم القيامة !
يا اخواني و أخواتي.. حتّى لو عشنا خمسين سنة أو ستّين أو سبعين.. نحن في حالة وداع !
و كلّ ركعة نصلّيها.. تودّعنا.. و كلّ سجدة.. تسلّم علينا و ترحل عنّا !
نفس الأمر للوضوء.. فـفي الخمسين سنة المقبلة ان عاشها كلّ واحدة فينا.. و بـمعدّل وضوئان في اليوم تقريبا
فـنحن سـنتوضّىء 40 ألف وضوء.. و كلّ وضوء نتوضّئه.. عندما ننتهي منه.. سـيودّعنا و يرحل.. و الأعداد تتناقص !
فـكيف لنا أن لا تشعر بـقيمة شيء.. نودّعه ؟
نفس الأمر ينطبق على أذكار الصباح و المساء.. اذا قلناها مرّة اذا نمنا و مرّة اذا استيقظنا..
و في حال عشنا 50 سنة مقبلة.. سـيكون عدد مرّات هذه الأذكار 15 ألف مرّة
و كلّ مرّة نقول هذه الأذكار.. العدد سـيتناقص.. و يصبح العدد 14999 !! و 14998.. ووو الى أن نصل الى النهاية !
فـالى أين نحن ذاهبون ؟
علينا يا اخواني.. أن نشعر بـكلّ حركة نقوم بها ..
ان سجدنا.. علينا أن نعلم أنّ هذه السّجدة تودّعنا.. و أنّها ذاهبة في طريقها
و ان كنّا نقرأ الفاتحة في صلاتنا.. علينا أن نعلم انّ هذه الفاتحة تودّعنا و أنّها راحلة
و ان قمنا من الركوع.. علينا أنّ نعلم أنّ هذا القيام يودّعنا.. و عندما ننتهي منه و نسجد.. يكون هذا القيام قد ودّعنا و تركنا !
و الأمر للنّساء مختلف أيضا.. فـاذا مشت الأمرأة بـ 25 ركعة في اليوم.. فـعليها أن تعلم أنّ لديها سبعة أيّام تقريبا لا تسطيع الصلاة فيها اذا كانت حائض..
و لا يبقى أمامها أكثر من 300 ألف ركعة اذا كان معدّل متوسّط عمرها.. 65 سنة !
و اعملوا اخواني و أخواتي.. أن تعطوا لـكلّ سجدة و ركعة و فاتحة و قيام و جلوس .. تعطوها حقّها و اعتبروا أنّ كلّ واحدة منها.. هي جزء لـحالها..
بدل التفكير أنّ الصلاة عبارة عن عمل واحد.. نفعله عديد المرّات في عديد السنوات
و الحمد لله ربّ العالمين..
| |
|